


info@hcf-ye.org
الجمهورية اليمنية - حضرموت - المكلا - جانب جامع وارساما - عمارة بارشيد الشرج
نحن مؤسسة مستقلة خدمية غير ربحية مرخصة من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل برقم (76/291) صادر بتاريخ (27/12/2009م) ونطاق عملنا الجمهورية اليمنية، واتخذنا من مدينة المكلا مقراً رئيسي كأول مؤسسة متخصصة في مجال مكافحة السرطان في إقليم حضرموت، ونقدم سلسلةٍ مِنَ البرامجِ والمشاريعِ القائمة على دراساتٍ مُحكًّمةٍ لتلبيةِ احتياجاتِ المجتمع بشكل عام ومرضى السرطان بشكل خاص. كما نتميز بأننا نعمل وفق نظام إداري ومالي بناءً على المعيار الدولي الأيزو (ISO 9001:2015) بالإضافة إلى عضويتنا في الاتحاد الخليجي.
الريادة في مكافحة السرطان ورعاية مرضاه
برنامج الرعاية الطبية
برنامج التذقيف الصحي
برنامج الأبحاث والدراسات
برنامج تعزيز الوقاية
برنامج التعزيز المجتمعي
في قلب القارة السمراء، تحت ظل قمة كليمنجارو الشامخة، ولدت (رحمة). كانت طفلة بريئة تلعب بين حقول تنزانيا الخضراء، لا تدري أن القدر يحمل لها تحديات ستشكلها وتقويها. حملت طفولتها روح المغامرة والقوة، فــــ(تنزانيا) أرض واسعة مترامية الأطراف، تعلمت فيها (رحمة) قيمة الحياة البسيطة والجمال الخفي في كل شيء حولها. لم تكن تعلم حينها أن هذه القوة الداخلية ستكون سلاحها في مواجهة أكبر تحدٍ ستواجهه في حياتها.
في الخامسة من عمرها انتقلت رحمة مع عائلتها إلى مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية وكانت رحلتها إلى عالم جديد مليء بالحب والابتسامات والألعاب، كبرت وترعرعت ي تلك المدينة وأنهت مرحلة الثانوية بنسبة مشرفة (88%) وكانت تحلم بجامعة تحلق فوق سماءها لكن القدر شاء لها طريقاً آخر، وتقول رحمة عن تلك المرحلة: "كنت أتمنى أن أكمل دراستي الجامعية ولكن بسبب ظروف خاصة التحقت بمراكز تحفيظ القران الكريم لمدة سنتين، فوجت فيه ملاذي وسلامي".
تزوجت رحمة وانتقلت إلى مدينة الرياض مقر عمل زوجها وحملت بين أحضانها أربعة أطفال، وفي عام (2018م) بدأت تشعر بورم بسيط في ثديها وكان تشعر بشعور غريب يراودها هل هو مجرد وهم أم بداية لعاصفة قادمة؟ لم تكنت تعلم.
تقول رحمة: "في البداية لم ألقى أي اهتمام للورم ولكن كان ينتابني شعور بأنه سرطان ولكن معلوماتي عن هذا المرض قليلة جداً وشاء القدر أن يحملني القدر إلى أرض الأجداد، أرض اليمن بكيت لفراق أحبائي ولكنني وجدت في أحضنها دفئاً لم أتوقعه في المكلا، المدينة التي استقبلتني ببساطتها بدأت رحلتي الفعلية مع المرض"
بدأ الورم يكبر حيث واجهت خوفاً شديدا من المجهول، ذهبت إلى مستشفى البرج حيث يعمل أخصائي الأورام الدكتور "محمد باعامر" الذي شخص حالتها أنها مصابة بالسرطان، ورغم الصدمة، تمكنت رحمة من أن تجد القوة في إيمانها بالله، فحمدت ربها على هذا الابتلاء، متيقنة أن الله لا يختبر عبده إلا بما يستطيع تحمله.
ولكن سرعان ما تحولت الفرحة بالإيمان إلى قلق عميق. فالعلاج الذي تحتاجه رحمة لم يكن متاحاً في وقتها بحضرموت، وكانت تكاليف السفر والعلاج في الخارج تفوق قدراتها المادية. أمامها خياران مريران: الاستسلام للمرض، أو السعي بكل قوة للحصول على العلاج المنقذ للحياة.
في تلك اللحظة الصعبة، ظهرت قوة العائلة. وقف زوج (رحمة) بجانبها كالصخرة، ولم يتردد في أخذ قرض من مكان عمله لتمويل سفرها إلى مصر. كانت الأموال التي جمعها تكفي بالكاد لتغطية تكاليف الرحلة والعلاج الأولي. أما أم رحمة، فلم تدخر جهداً في دعم ابنتها معنوياً ومادياً، متبرعة بكل ما تملك لضمان حصول ابنتها على أفضل رعاية طبية.
معاً، قرروا أن يواجهوا هذا التحدي بكل قوة وإيمان. كانت بداية الطريق صعبة، خاصة في ليلتها الأولى في المستشفى قبل تلقي أول جرعة من العلاج الكيماوي، تقول: "لم أستطع أن أغفو تلك الليلة، كان الخوف والقلق يملآن قلبي. لكني تذكرت قول الله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنقصٍ مِنَ الأَمْوالِ وَالأنفسِ وَالثمراتِ وبشر الصابرين}. فقلت في نفسي: هذا هو قدر الله، وأنا مؤمنة به راضية به. فبدأت أكرر ذكر الله والاستغفار، وألجأ إلى الرقية الشرعية. شعرت بالسكينة تدب في قلبي، وعرفت أنني سأتجاوز هذه المحنة بإذن الله."
مع كل جلسة علاج، كانت رحمة تقوي من إيمانها وتزداد يقيناً بأن الله معها. برغم الآثار الجانبية للعلاج، كتساقط الشعر والتعب والإرهاق، والعصبية، وعدم النوم والأرق إلا أن رحمة حافظت على ابتسامتها وتفاؤلها. لم تدع المرض يسيطر على حياتها، بل استمرت في العيش بشكل طبيعي قدر الإمكان، مع أسرتها وأطفالها الذين كانوا مصدر قوتها وسعادتها.
تروي رحمة عن دعم أمّها في هذه المرحلة الصعبة وتستعيد ذكرياتها قائلة: "بينما كنت أواجه تحديات المرض، كنت أستمد قوتي من حب أمي ودعواتها، وكأنها ملاكي الحارس، ففي كل لحظة ضعف، كانت أمي ملاذي الآمن، وحصني الحصين. لمسة يدها الدافئة كانت كالشمس التي تدفئ قلبي، ودعواتها كانت كالمطر الذي يروي روحي. في أحلك لحظات المرض، كانت كلماتها تهدئ روحي وتزرع في قلبي الأمل. لن أنسى أبداً تضحياتها، فحبها كان لي دواءً شافياً، وعوناً لي على تجاوز المحنة وكتب لها حباً ووفاءً هذه الكلمات: يمّه يا نبع الحنان، في مرضي كنتي لي الأمان، دعواتك دفعتي للأمام، ولقيت في عيونك كل الحنان".
بعد الشفاء، اكتشفت رحمة أن المرض قد غير نظرتا للحياة. أصبحت تقدر الصحة والعافية أكثر من أي وقت مضى، والتزمت بغذاء صحي منظم يتناسب مع داء السكر الذي يعتبر أحد الآثار الجانبية طويلة الأمد للعلاج، وزادت ارتباطها بالله وبالقرآن الكريم الذي حفظت أجزاء منه، ولم تكتفي بذلك فحسب بل التحقت بمعهد الدراسات الإسلامية.
كما اكتسبت مهارات حرفية جديدة، من خلال التحاقها بالبرامج المهنية التي تنفذها مؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان مثل دورة صناعة الإكسسوارات والرزين ودورة صناعة الجبس الشموع، مما ساعدها على قضاء وقت مفيد والتقرب من الناس.
وأصبحت بعد الشفاء تهوى القراءة والمشي والكتابة التي من خلالها كتبت: "مرض السرطان علمني قيمة الحياة والصحة، وأدركت أن السعادة الحقيقية تكمن في القناعة والرضا بما قسمه الله لنا. أنصح كل مريض بأن يهتم بنفسه ولا يستسلم للأحزان، فالحياة أمانة يجب أن نحافظ عليها. علينا أن نستثمر كل لحظة لنرتقي بأنفسنا ونقرب إلى الله بالذكر والدعاء. والإيمان بالله هو السلاح الأقوى في مواجهة أي مصيبة".
أما عن رسالتها لكل مريض كتبت: " أود أن أقول لكل مريض: أنت أقوى مما تعتقد. المرض تجربة صعبة، لكنها فرصة لتغيير حياتك للأفضل. لا تدع الخوف يشل حركتك، ولا تسمح للألم أن يسرق ابتسامتك. استمتع باللحظات الجميلة، واحمد الله على نعمه الكثيرة. تذكر أنك لست وحدك، فهناك من يحبك ويدعمك والحياة رحلة مليئة بالتحديات والمنعطفات، ولكنها فرصة للنمو والتطور. كل تجربة صعبة تمر بنا تجعلنا أقوى وأكثر حكمة. فلتكن حياتك قصة نجاح، اكتب فصولها بنفسك، وحقق أحلامك وطموحاتك ".
اليوم، تجلس رحمة في منزلها الدافئ، محاطة بأبنائها الأربعة وزوجها الداعم. تستمتع بعملها المنزلي، وممارسة هوايتها المفضلة وهي الكتابة. بعد كل ما مرت به، أصبحت أكثر تقديراً للحياة وللأسرة. إنها تؤمن بأن الله اختبرها، ولكنه أيضاً عوضها خيراً. فبعد أن كانت مجرد ربة منزل عادية، أصبحت مصدر إلهام للكثيرين، وقصة نجاح تحكي عن قوة الإيمان والعزيمة.
#يداً_بيد_نزرع_الأمل
#مؤسسة_حضرموت_لمكافحة_السرطان
#تنزانيا#السعودية#اليمن
#قصص_النجاح
#الدعم_الأسري
من طبيبة مكللة بالأوسمة، إلى مقاتلة شجاعة حاربت السرطان وانتصرت عليه، تحولت حياة الدكتورة عفاف محمد رأساً على عقب عندما واجهت مرض السرطان. ولكن هذا المرض لم يكسرها، بل صقل شخصيتها، وزادها إيماناً وقوة، لتخرج منه إنسانة جديدة تماماً.
بدأت القصة كأي قصة أخرى، حياة طبيعية مليئة بالأحلام والآمال. ولكن فجأة، تغيّر كل شيء عندما اكتشفت عفاف أنها مصابة بسرطان المبيض. كانت الصدمة كبيرة، ولكنها لم تستسلم. قرأت تقرير الفحص بنفسها، وتقبلت الخبر بهدوء، وكأنها تستعد لمعركة شرسة.
لم تكن المعركة سهلة. فقدت عفاف عملها، وتعرضت للعلاج الكيميائي والإشعاعي، مما ترك آثاراً جانبية مؤلمة على جسدها ونفسها. شعرت بخصلات شعرها تتساقط بين يديها، واسودّ جلدها، وترهل جسمها، ولكنها لم تستسلم. كانت تتذكر دائماً أن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء، وأنها يجب أن تبذل قصارى جهدها للشفاء.
في خضم هذه المحنة، وجدت عفاف الدعم في أسرتها (أمها وأخواتها)، وفي كلمات التشجيع التي كانت تتلقاها من الممرضين والأطباء. انضمت إلى نادي للقراءة، مما ساعدها على توسيع مداركها وتغيير نظرتها للحياة. اكتشفت أن المرض ليس نهاية المطاف، بل بداية جديدة.
بعد أن تعافت وانتصرت على هذا المرض، قررت عفاف أن تستغل تجربتها لمساعدة الآخرين. أصبحت متطوعة في مجال مكافحة السرطان، وتشارك تجربتها مع المرضى الآخرين، وتقدم لهم الدعم المعنوي الذي تحتاجه. كما أنها بدأت في دراسة دورات تدريبية لتطوير مهاراتها، وتأمل في أن تصبح مدربة تساعد الآخرين على التغلب على الصعاب.
تقول عفاف: "مرض السرطان كان بمثابة امتحان صعب، ولكنني تعلمت منه الكثير. تعلمت الصبر والتفاؤل، وتعلمت قيمة الحياة والعلاقات الإنسانية. وأدركت أن كل ما يحدث هو خير لنا، مهما بدا الأمر صعباً في البداية."
رسالة عفاف للعالم:
"لا تيأسوا أبداً، مهما كانت الظروف صعبة. تذكروا أن الله معكم، وأن هناك دائماً أمل. استغلوا كل لحظة في حياتكم، وعيشوها بكل تفاصيلها. ساعدوا الآخرين قدر استطاعتكم."
اليوم، تقف الدكتورة عفاف محمد، ليس فقط كطبيبة شُفيت من مرضها، بل كمعلمة وملهمة. وعن أهدافها المستقبلية تقول: "الاستمرار في مجال الطب وتقديم المساعدة للمرضى، وأطمح أن أكون مدربة تنشر المعلومات وتحفز الاخرين وقد بدأت في دورات لتحقيق هذه الأهداف"، فهي لا تزال تسعى لتطوير نفسها وتحلم بمشاركة خبراتها في الندوات والمؤتمرات المحلية والدولية.
تنهي عفاف قصتها بكلمات بسيطة ولكنها عميقة المعنى: "الحياة رحلة، والمرض محطة فيها. المهم هو كيف نتعامل مع هذه المحطة، وكيف نخرج منها أقوى وأكثر حكمة". وكأنها تقول لنا: القصة لم تنتهِ بعد، فالحياة مستمرة، والأمل موجود دائماً.
#يداً_بيد_نزرع_الأمل
#مؤسسة_حضرموت_لمكافحة_السرطان
#HCCF
#قصص_النجاح
#التطوع
في بدايات شهر يوليو من العام (2010م) تلقيت خبر نزل كالصاعقة على يومها، كتلة صغيرة في ثديي كانت نذيرة شؤم وبداية لمعركة خضتها في محاربة مرض سرطان الثدي الخبيث (عافانا وعافاكم الله).
صدقاً كانت الصدمة تعتليني وجعلت كل من حولي في حالة طوارئ اهلي زوجي اقربائي اخي الشهيد عبد الرحمن جميعهم كانوا حولي من البداية وهذا ما خفف عني حمل بدايات هذا المرض. والدي اطال الله في عمره والدتي رحمها الله كان لها دور في حالتي المعنوية، الجميع كان محاط بي وهذا ما أثر على حالتي النفسية للإيجاب وتركت اثراً عميقاً في قلبي.
ذكرى الأستاذة والمربية والإنسانة الايجابية في حياتها في يوم وليلة كانت تحت رحمة الله وتحت آثار هذا المرض الخبيث، لكن إيمانها بالله ودعم من حولها جعلتها تأخذ الخطوات اللازمة من البداية.
خضت مرحلة العلاج الاولى وهي الاستئصال، يومها شعرت ان جزء من أنوثتي قد ذهب وأنها لم تعد كاملة كما كانت هي كانت الفترة الاصعب من فترات العلاج وهي عدم تقبل هذا الواقع المرير، إيماني بالله ورضائي بحكمه وقدرة كذلك دعم من حولي كان له أثر طيب لنفسيتي حينها.
ابا صالح، اشكر الله على نعمة وجوده حولي فقد كان نعم الزوج والرفيق في جميع مراحل مرضي، داعماً نفسي ومعنوياً وبكل ما كان يملك من أنواع الدعم لم يبخل على به، فالله الحمد على وجوده معي.
فيما بعد العملية الجراحية اخذت جرعات العلاج الكيماوي وخضعت لجلساتها المضنية لكن لم أواجه اي صعوبات تذكر في هذه المرحلة، لا اريد ان أنسى ايضا دور الطبيبين "الدكتور سعيد الشعيب" رحمة الله عليه، و"الدكتور محمد باعامر" أطال الله في عمرة وأبقاه واللذان كانا بمثابة المنارة التي أستضئ بها ولم يبخلوا علي بأي مجهود او نصيحة طبية لي فلهم جزيل الشكر والتقدير.
ولمؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان الدور الأكبر والتي قدمت لي العلاج الكيماوي والفحوصات المجانية ناهيك عن الدعم المعنوي والنفسي اللازم، لاسيما الدعم التي قدمته الأستاذة "سهالة باحيدرة" هذا الدعم كان بمثابة طوق نجاة لتجاوز مراحل العلاج الكيماوي والمردود النفسي له، ممتنه لهم جميعا كلاً باسمه وصفته في هذه المؤسسة الرائدة.
وإيماناً مني برد الجميل بالجميل وبعد تعافيي فقد قررت أخوض غمار التطوع في رابطة سند التابعة لمؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان ودعم اخواتي نفسيا واجتماعيا ولاستدامة هذا العمل المبارك والوقوف بجانب الأخوات والزميلات بكل ما أستطيع تقديمه لهن.
لمرض السرطان أثر إيجابي علي!
فقد كان سبب تقربي لله أكثر وانتظامي في الصلاة وقراءة وردي اليومي وعززت علاقتي بأسرتي أكثر وأكثر فالله الحمد من قبل ومن بعد، فبعد التعافي عدت لعملي ولحياتي الاولى بشكل طبيعي، والقيام بمهامي المنزلية والاهتمام بزوجي وابني، كما اخذ جانب التطوع في المؤسسة جزء كبير من اهتماماتي.
وأخيراً لا يأس مع الحياة، وان مع كل عسر يسر هذه هي فلسفتي والتي تلخص مسيرة حياتي وفترة مرضي المليئة بالتحديات ولكن بالإيمان والصبر والعزيمة يمكننا التغلب على اي صعوبة.
اما عن نصيحتي لأخواتي من المرضى الجدد فهي فالانضباط في متابعة العلاج وإجراء الفحوصات الدورية بشكل منتظم، والتقيد بالنظام الغذائي الصحي، وعلى قراءة القران والمداومة على سورة البقرة بشكل خاص بالإضافة إلى التحصين والذكر والصدقة الدائمة حسب المستطاع.
لم تكن ذكرى مجرد إحصائية في سجل المرضى، بل اصبحت قصة نجاح ملهمة، فبفضل إيمانها القوي ودعم اسرتها ومجتمعها استطاعت ان تنتصر على السرطان. وهذا ما يؤكد على أهمية الدعم الاجتماعي في مسيرة الشفاء.
لقد اثبت ان المرض لا يحدد مصير الإنسان، وان الإيمان بالله والدعم المحيط به هما اقوى سلاح لمواجهة اي تحد. فاليوم لستُ مجرد ناجية بل "سفيرة أمل" ادعوا الجميع إلى التكاتف والتضامن لمواجهة الأمراض.
#يداً_بيد_نزرع_الأمل
#مؤسسة_حضرموت_لمكافحة_السرطان
#قصص_النجاح
#سفيرة_أمل
#رابطة_سند_النسوية
بين جدران رياض الأطفال، كانت رانيا أحمد تجد ملاذها وفرحتها. عملها كعاملة خدمات في الروضة كان أكثر من مجرد وظيفة، بل كان رسالة تعتز بها. كانت تستمتع برؤية الابتسامات تملأ وجوه الأطفال الصغار. ولكن، عندما واجهت تحدياً غير متوقع، أدركت أن الحياة مليئة بالمفاجئات، وأن التغيير هو جزء لا يتجزأ منها، فبإيمانها القوي وحبها للحياة ولأسرتها، قررت أن تواجه تحديها بكل قوة وإصرار.
ففي رمضان من العام (2020م) بدأت القصة بحبّة صغيرة في ثديها، لم تبدو خطيرة في البداية، لكن إصرار أختها ووعيها بأهمية الكشف المبكر دفعاها لإجراء الفحوصات الطبية. كانت الصدمة النفسية كبيرة عندما أخبر الطبيب زوجها بأنها مصابة بالسرطان، وتتحدث عن هذه اللحظة وتقول: "أخبرني زوجي نقلاً عن الطبيب بأني مصابة بورم خبيث كنت غير مستوعبة ولا أعي ما يقول وكأن العالم قد انقلب رأساً على عقب وكأنني سأفقد كل شيء أحبة ".
كانت مواجهة رانيا مع المرض مواجهة شاقة. العلاج الكيمياوي كان يمثل لها كابوساً متكرراً، حيث كانت تخاف من آثاره الجانبية المؤلمة والمتعبة. خوفها من العملية الجراحية، خاصة في ظل الظروف الصحية في اليمن، زاد من معاناتها. لكن بفضل الله ودعم متطوعات مؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان، وجدت رانيا الأمل والدعم النفسي الذي احتاجته لمواصلة طريقها. كانت زياراتهن الدائمة وكلماتهن التشجيعية وقوداً يمدها بالطاقة الإيجابية، ويذكرها بأنها ليست وحدها في هذه المعركة.
لم تكن معاناة رانيا مقتصرة على الجانب الصحي فحسب، بل امتدت لتشمل جميع جوانب حياتها. فقد ترك المرض بصماته على دورها كأم وزوجة ومرأة عاملة. كانت تجد صعوبة في القيام بأبسط المهام المنزلية، وشعرت بالوحدة والعجز. ولكن، بفضل دعم أسرتها وزوجها، تمكنت من تجاوز هذه المرحلة الصعبة، وكما تقول رانيا في ذلك: "في هذه الفترة شعرت بالوحدة وبضعف عام في جسدي وتساقط شعري ولكن بدعم من متطوعات المؤسسة وأهلي وزوجي استطعت تخطي ذلك".
وتقول عن زوجها: " زوجي كان داعمي الأول وسندي فهو من يطبخ لي ولأولادي الأكل ويقوم بأعمال البيت وكان دائما يحرص على توفير غذاء صحي لي برغم وضعة الاقتصادي الصعب".
بعد أشهر من المعاناة والتحدي، بدأت تظهر بوادر التعافي على رانيا. كانت تجد في الصلاة والاستغفار والدعاء ملاذها وسبباً لتماسكها. مع كل ركعة كانت تتضرع إلى الله أن يشفيها ويعافيها، وكانت إيمانها الراسخ بالله سبحانه وتعالى هو الدافع الذي يدفعها إلى الأمام. ومع كل تحسن في حالتها الصحية، كانت تعود تدريجياً إلى ممارسة حياتها اليومية، حيث كانت تجد في العمل في الروضة متعة وراحة نفسية وانتصرت على المرض الخبيث.
أدركت رانيا أهمية الاستفادة من الوقت وتطوير الذات بعد أن استعادت عافيتها بفضل الله. فبدأت بتعلم حرف يدوية كصناعة الإكسسوارات والريزن، واكتشفت شغفاً جديداً. قررت أن تشارك هذه الموهبة مع زميلتها، وأن تفتتحا معاً متجراً أسمياه (متجر سهالة للاكسسوارات والريزن) واختارت اسم سهاله كجزء من رد الجميل لأبرز متطوعات المؤسسة التي قامت بدعمها أثناء فترة مرضها –سهالة باحيدرة-، هذا المشروع لم يكن مجرد مصدر دخل إضافي، بل كان وسيلة للتعبير عن نفسها وإطلاق العنان لإبداعها.
كما أنها لم تنسَ واجبها الاجتماعي، إذ التحقت برابطة المتطوعات بمؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان، حيث تساعد المرضى الأخريات وتقدم لهن الدعم النفسي والمعنوي كلما استطاعت.
تقول رانيا: "مرض السرطان كان بمثابة امتحان صعب، ولكنني نجحت في اجتيازه بفضل الله ودعم أحبائي. تعلمت أن الحياة قصيرة، وأن علينا أن نستمتع بكل لحظة فيها. وأن المرض لا يعني نهاية الحياة، بل هو بداية جديدة، فلا يأس مع الحياة، فقط تمسكوا بحبل الله وهو سيهون كل صعب عليكم".
وعن نظرتها للحياة بعد تجربة المرض، فهي متمسكة بقوله تعالى: (وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)، مؤكدةً أن المرض لم يغير نظرتها للحياة، بل زادها إيماناً بأن أقدار الله كلها خير."
لم تكتفِ رانيا بالتغلب على مرضها، بل حولت تجربتها إلى مصدر إلهام للآخرين. من خلال مشروعها الصغير - متجر سهالة للاكسسوارات والريزن- وعملها التطوعي، أثبتت أن المعاناة يمكن أن تكون بداية رحلة جديدة مليئة بالإبداع والعطاء. قصتها تدعونا جميعاً إلى أن نكون مصدر نور وامل لمن حولنا.
كما لا ننسى دعم الأسرة والأصدقاء والمجتمع كان له دور كبير في شفاء رانيا، فقصتها تذكرنا بأهمية التكاتف والتآزر، وأننا جميعاً بحاجة إلى بعضنا البعض في مواجهة تحديات الحياة. لنكن جميعاً مثل رانيا، نمد يد العون لمن يحتاجها.
#يداً_بيد_نزرع_الأمل
#مؤسسة_حضرموت_لمكافحة_السرطان
#متجر_سهالة
#قصص_النجاح
#علاج_السرطان
في مدينة المكلا عاشت "بشرى" ابنة مدينة جعار بمحافظة أبين قصة كفاح وإصرار ستظل محفورة في الذاكرة. كانت أمرأه شابة تحمل في عينيها بريق الحياة، وفي قلبها أحلاماً كبيرة لكن القدر خطط لها مساراً مختلفاً؛ مساراً مليئاً بالتحديات والصعاب.
بدأت القصة عندما أحسّت بألم غريب فوق لسانها، ففي البداية اعتقدت أنه مجرد التهاب بسيط، لكن الألم زاد يوماً بعد يوم حتى أصبح لا يطاق. قررت "بشرى" مراجعة الطبيب المختص وعملت الفحوصات والأشعة اللازمة، وفي تلك الزيارة التي ستغير حياتها إلى الأبد، سمعت الكلمات التي لم تتوقع أن تسمعها: "أنتِ مصابة بالسرطان".
كانت الصدمة قاسية عليها ولم يأتي شيء في بالها حينها -بعد أن حمدت الله- إلا ألا يعلم والدها المريض بالقلب خبر إصابتها بالسرطان خوفاً عليه أن يؤثر ذلك على صحته، خاصة وأنها كانت وحدها تواجه هذا الواقع المرير. فزوجها، بدلاً من أن يكون سنداً لها، كان غارقاً في إدمان القات، تاركاً إياها تواجه مصيرها وحدها. ورغم ذلك، لم تستسلم "بشرى". كانت إيمانها بالله قوياً، وحبها لأبنائها كان دافعاً لها لمواصلة الحياة.
بدأت رحلة علاجها أشبه بمهمة مستحيلة، كانت مليئة بالتحديات والمعاناة، إذ في حينها وبالتحديد في ديسمبر من العام (2018م) لم يكن العلاج الإشعاعي متوفر في مكان إقامتها بالمكلا، لذا كان يجب عليها أن تسافر إلى محافظة صنعاء، المدينة الباردة، حيث واجهت صعوبة في الإقامة في ظل تخلي أحد أقربائها من السكن في بيتهم، لتجد نفسها تائهة في شوارع صنعاء الباردة مع أطفالها الصغار إلى أن سخر الله لها أهل الخير في إيوائها ووفر لهم جيرانها الفراش والأغطية، وبفضل الله استقرت وبدأت في جلسات العلاج الإشعاعي، وتقول عن ذلك: "أحسست بالاكتئاب في الشهر الأول من العلاج الإشعاعي وكان أصعب شهر في رحلتي العلاجية وتجاوزت ذلك من خلال الدعاء إلى الله أن يفرج همي ويلهمني الصبر فليس لي سواه معين".
وهنا بدأت الآثار الجانبية للعلاج تظهر عليها كالجفاف في الحلق وضعف المناعة والشهية وسقوط الشعر، ولكنها كانت تصبر من أجل أطفالها. كانت تطهو لهم في علب معدنية، مستخدمة النار والبلاستيك، رغم تحذيرات الأطباء من استخدام النار أثناء فترة العلاج الإشعاعي. كانت تريد أن ترى ابتسامة على وجوههم، حتى في أصعب الظروف، وتقول في هذا الجانب: "كنت خاف أن أموت ولا أحد يرعى أبنائي الأربعة لذا كنت حريصة على التعافي ".
مرض السرطان لم يكن الوحيد الذي أصاب "بشرى"، بل أصابها أيضاً بمرض آخر، هو مرض المجتمع. فقد واجهت الكثير من الانتقادات والنظرات الشفقة، حتى من أقرب الناس إليها. ولكنها كانت تتجاهل كل ذلك، وتركز على هدفها الوحيد وهو الشفاء.
بعد فترة طويلة من المعاناة والتحدي، تمكنت "بشرى" من التغلب على المرض، ولكنها لم تعد هي نفسها بل أصبحت أقوى، وأكثر إصراراً، وأكثر إيماناً بالله. بدأت حياة جديدة، حياة مليئة بالتحديات، ولكنها كانت مستعدة لمواجهتها.
لم تستسلم "بشرى"، بل حولت معاناتها إلى قوة. والتحقت بالدورات المهنية التي تنظمها مؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان وتعلمت حرف جديدة مثل حرفة صناعة الشموع العطرية والجبس وحرفة صناعة الإكسسوارات والريزن والتي تعتبرها هوايات اكتسبتها كانت لا تملكها من قبل.
وعادت إلى حياتها الطبيعية بعد طلاقها من زوجها المهمل والتحقت بوظيفة عاملة خدمات في أحد المستشفيات الخاصة بمدينة المكلا وذلك لرعاية أبنائها وتلبية احتياجاتهم الأساسية.
تقول بشرى: " أتمنى أن يعي الناس أن مرض السرطان مرض غير معدي، وألا ينظر المجتمع لمرضى السرطان بدونية أو تمييز، ونصيحتي لكل المرضى أن لا ييأسوا من رحمة الله وفضلة وأن يتوكلوا علية دائما وأبدا، فلا مكان لليأس في حياتنا ما دمنا مؤمنين".
لم تكن رحلة بشرى سهلة، ولكنها مليئة بالتحديات والإنجازات، فقد أثبتت للعالم أن الإرادة القوية والإيمان بالله هما أقوى سلاحين لمواجه المصاعب.
اليوم بشرى هي مصدر إلهام للكثيرين فقصتها ليست مجرد قصة مرض، بل هي إمراه تحدت المستحيل وتحولت من ضحية إلى بطلة هي قصة تلهمنا جميعاً، وتذكرنا بأهمية الحياة، وأهمية التمسك بالأمل في أصعب الظروف.
#يداً_بيد_نزرع_الأمل
#مؤسسة_حضرموت_لمكافحة_السرطان
#HCCF
#قصص_النجاح
#امرأة_تحدت_المستحيل