info@hcf-ye.org
الجمهورية اليمنية - حضرموت - المكلا - جانب جامع وارساما - عمارة بارشيد الشرج
في بدايات شهر يوليو من العام (2010م) تلقيت خبر نزل كالصاعقة على يومها، كتلة صغيرة في ثديي كانت نذيرة شؤم وبداية لمعركة خضتها في محاربة مرض سرطان الثدي الخبيث (عافانا وعافاكم الله).
صدقاً كانت الصدمة تعتليني وجعلت كل من حولي في حالة طوارئ اهلي زوجي اقربائي اخي الشهيد عبد الرحمن جميعهم كانوا حولي من البداية وهذا ما خفف عني حمل بدايات هذا المرض. والدي اطال الله في عمره والدتي رحمها الله كان لها دور في حالتي المعنوية، الجميع كان محاط بي وهذا ما أثر على حالتي النفسية للإيجاب وتركت اثراً عميقاً في قلبي.
ذكرى الأستاذة والمربية والإنسانة الايجابية في حياتها في يوم وليلة كانت تحت رحمة الله وتحت آثار هذا المرض الخبيث، لكن إيمانها بالله ودعم من حولها جعلتها تأخذ الخطوات اللازمة من البداية.
خضت مرحلة العلاج الاولى وهي الاستئصال، يومها شعرت ان جزء من أنوثتي قد ذهب وأنها لم تعد كاملة كما كانت هي كانت الفترة الاصعب من فترات العلاج وهي عدم تقبل هذا الواقع المرير، إيماني بالله ورضائي بحكمه وقدرة كذلك دعم من حولي كان له أثر طيب لنفسيتي حينها.
ابا صالح، اشكر الله على نعمة وجوده حولي فقد كان نعم الزوج والرفيق في جميع مراحل مرضي، داعماً نفسي ومعنوياً وبكل ما كان يملك من أنواع الدعم لم يبخل على به، فالله الحمد على وجوده معي.
فيما بعد العملية الجراحية اخذت جرعات العلاج الكيماوي وخضعت لجلساتها المضنية لكن لم أواجه اي صعوبات تذكر في هذه المرحلة، لا اريد ان أنسى ايضا دور الطبيبين "الدكتور سعيد الشعيب" رحمة الله عليه، و"الدكتور محمد باعامر" أطال الله في عمرة وأبقاه واللذان كانا بمثابة المنارة التي أستضئ بها ولم يبخلوا علي بأي مجهود او نصيحة طبية لي فلهم جزيل الشكر والتقدير.
ولمؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان الدور الأكبر والتي قدمت لي العلاج الكيماوي والفحوصات المجانية ناهيك عن الدعم المعنوي والنفسي اللازم، لاسيما الدعم التي قدمته الأستاذة "سهالة باحيدرة" هذا الدعم كان بمثابة طوق نجاة لتجاوز مراحل العلاج الكيماوي والمردود النفسي له، ممتنه لهم جميعا كلاً باسمه وصفته في هذه المؤسسة الرائدة.
وإيماناً مني برد الجميل بالجميل وبعد تعافيي فقد قررت أخوض غمار التطوع في رابطة سند التابعة لمؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان ودعم اخواتي نفسيا واجتماعيا ولاستدامة هذا العمل المبارك والوقوف بجانب الأخوات والزميلات بكل ما أستطيع تقديمه لهن.
لمرض السرطان أثر إيجابي علي!
فقد كان سبب تقربي لله أكثر وانتظامي في الصلاة وقراءة وردي اليومي وعززت علاقتي بأسرتي أكثر وأكثر فالله الحمد من قبل ومن بعد، فبعد التعافي عدت لعملي ولحياتي الاولى بشكل طبيعي، والقيام بمهامي المنزلية والاهتمام بزوجي وابني، كما اخذ جانب التطوع في المؤسسة جزء كبير من اهتماماتي.
وأخيراً لا يأس مع الحياة، وان مع كل عسر يسر هذه هي فلسفتي والتي تلخص مسيرة حياتي وفترة مرضي المليئة بالتحديات ولكن بالإيمان والصبر والعزيمة يمكننا التغلب على اي صعوبة.
اما عن نصيحتي لأخواتي من المرضى الجدد فهي فالانضباط في متابعة العلاج وإجراء الفحوصات الدورية بشكل منتظم، والتقيد بالنظام الغذائي الصحي، وعلى قراءة القران والمداومة على سورة البقرة بشكل خاص بالإضافة إلى التحصين والذكر والصدقة الدائمة حسب المستطاع.
لم تكن ذكرى مجرد إحصائية في سجل المرضى، بل اصبحت قصة نجاح ملهمة، فبفضل إيمانها القوي ودعم اسرتها ومجتمعها استطاعت ان تنتصر على السرطان. وهذا ما يؤكد على أهمية الدعم الاجتماعي في مسيرة الشفاء.
لقد اثبت ان المرض لا يحدد مصير الإنسان، وان الإيمان بالله والدعم المحيط به هما اقوى سلاح لمواجهة اي تحد. فاليوم لستُ مجرد ناجية بل "سفيرة أمل" ادعوا الجميع إلى التكاتف والتضامن لمواجهة الأمراض.
#يداً_بيد_نزرع_الأمل
#مؤسسة_حضرموت_لمكافحة_السرطان
#قصص_النجاح
#سفيرة_أمل
#رابطة_سند_النسوية