icon

info@hcf-ye.org

icon

الجمهورية اليمنية - حضرموت - المكلا - جانب جامع وارساما - عمارة بارشيد الشرج

Image
عفاف.. نعم للحياة

من طبيبة مكللة بالأوسمة، إلى مقاتلة شجاعة حاربت السرطان وانتصرت عليه، تحولت حياة الدكتورة عفاف محمد رأساً على عقب عندما واجهت مرض السرطان. ولكن هذا المرض لم يكسرها، بل صقل شخصيتها، وزادها إيماناً وقوة، لتخرج منه إنسانة جديدة تماماً.
بدأت القصة كأي قصة أخرى، حياة طبيعية مليئة بالأحلام والآمال. ولكن فجأة، تغيّر كل شيء عندما اكتشفت عفاف أنها مصابة بسرطان المبيض. كانت الصدمة كبيرة، ولكنها لم تستسلم. قرأت تقرير الفحص بنفسها، وتقبلت الخبر بهدوء، وكأنها تستعد لمعركة شرسة.
لم تكن المعركة سهلة. فقدت عفاف عملها، وتعرضت للعلاج الكيميائي والإشعاعي، مما ترك آثاراً جانبية مؤلمة على جسدها ونفسها. شعرت بخصلات شعرها تتساقط بين يديها، واسودّ جلدها، وترهل جسمها، ولكنها لم تستسلم. كانت تتذكر دائماً أن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء، وأنها يجب أن تبذل قصارى جهدها للشفاء.
في خضم هذه المحنة، وجدت عفاف الدعم في أسرتها (أمها وأخواتها)، وفي كلمات التشجيع التي كانت تتلقاها من الممرضين والأطباء. انضمت إلى نادي للقراءة، مما ساعدها على توسيع مداركها وتغيير نظرتها للحياة. اكتشفت أن المرض ليس نهاية المطاف، بل بداية جديدة.
بعد أن تعافت وانتصرت على هذا المرض، قررت عفاف أن تستغل تجربتها لمساعدة الآخرين. أصبحت متطوعة في مجال مكافحة السرطان، وتشارك تجربتها مع المرضى الآخرين، وتقدم لهم الدعم المعنوي الذي تحتاجه. كما أنها بدأت في دراسة دورات تدريبية لتطوير مهاراتها، وتأمل في أن تصبح مدربة تساعد الآخرين على التغلب على الصعاب.
تقول عفاف: "مرض السرطان كان بمثابة امتحان صعب، ولكنني تعلمت منه الكثير. تعلمت الصبر والتفاؤل، وتعلمت قيمة الحياة والعلاقات الإنسانية. وأدركت أن كل ما يحدث هو خير لنا، مهما بدا الأمر صعباً في البداية."
رسالة عفاف للعالم:
"لا تيأسوا أبداً، مهما كانت الظروف صعبة. تذكروا أن الله معكم، وأن هناك دائماً أمل. استغلوا كل لحظة في حياتكم، وعيشوها بكل تفاصيلها. ساعدوا الآخرين قدر استطاعتكم."
اليوم، تقف الدكتورة عفاف محمد، ليس فقط كطبيبة شُفيت من مرضها، بل كمعلمة وملهمة. وعن أهدافها المستقبلية تقول: "الاستمرار في مجال الطب وتقديم المساعدة للمرضى، وأطمح أن أكون مدربة تنشر المعلومات وتحفز الاخرين وقد بدأت في دورات لتحقيق هذه الأهداف"، فهي لا تزال تسعى لتطوير نفسها وتحلم بمشاركة خبراتها في الندوات والمؤتمرات المحلية والدولية.
تنهي عفاف قصتها بكلمات بسيطة ولكنها عميقة المعنى: "الحياة رحلة، والمرض محطة فيها. المهم هو كيف نتعامل مع هذه المحطة، وكيف نخرج منها أقوى وأكثر حكمة". وكأنها تقول لنا: القصة لم تنتهِ بعد، فالحياة مستمرة، والأمل موجود دائماً.

#يداً_بيد_نزرع_الأمل
#مؤسسة_حضرموت_لمكافحة_السرطان
#HCCF
#قصص_النجاح
#التطوع

image